مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الاديان في يومه الثاني ينادي بنشر التسامح والسلام

زلفا عساف -الدوحة
 
حضور نيسلون مانديلا بروحه ومبادئه الداعية الى نشر السلام والتسامح كان مطلباً من ممثل جنوب أفريقيا في مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان، داعياً بذلك المؤتمرين إلى الاقتداء بتجربة بلاده في إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار.
وقال الدكتور علي آدم خلال كلمته: إننا في جنوب أفريقيا لا نكافح من أجل الحوار فقد بدأ الحوار بالفعل بعد انتهاء الآبارتهيد عام 1994، مشيراً إلى أن بلاده عرفت القمع على أساس الدين قبل 300 عام، وأن المعاناة كانت مشتركة بين المسلمين والمسيحيين في مواجهة الإمبريالية والفصل العنصري إلى أن تم تسوية النزاع بصورة مشتركة بين الطائفتين بقرار صدر دون أية صراعات عسكرية".
واعتبر أدم أن الصراعات والنزاعات القائمة حالياً في العديد من دول العالم سواء بين الدولة الواحدة أو بين الدول بعضها البعض يعود إلى انتشار الجشع وتحقيق المكاسب الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة.
من ناحيته اعتبر أكسفير جوراد ممثل فرنسا في المؤتمر أن النزاع جزء من تاريخ البشر لكنه لا يعني العنف، بل يدفعنا إلى البحث معا عن حلول مفيدة للجميع وعندما لا تتاح البدائل ويُعتبر الآخر عدوا تتأجج النزاعات وتتحول إلى العنف وبالتالي يسود الخوف من الآخر مما يغذي دوامة الكراهية.
في سياق مواز، اشار الدكتور عبد الواحد اندرسون مُمثل الدنمارك بالمؤتمر، الى إن الدين ليس في غالب الأحيان سبباً للصراعات السياسية في العالم ولكن علينا ان نقر أيضاً أن البطاقة الدينية تلعب بطريقة فاضحة في تأجيج الصراعات والنزاعات وتساعد الأصوات الدينية على أحياء النعرات.
وفيما يتعلق بعلاقة اليهود والمسلمين، طالب الحاخام الفرنسي ميشيل سلفاتي تنشئة الأطفال المسلمين واليهود على قبول الآخر، والتشديد على ضرورة ألّا تزرع الأمهات الكراهية في نفوس النشء الصغير.
 وقد شهدت جلسات  اليوم الثاني نقاشات ساخنة حول عدد من القضايا تتداخل في طابعها الديني مع المُعطيات السياسية ومنها الانتهاكات التي تتعرّض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى من قبل الاحتلال الصهيوني لتنفيذ سياسة التهويد وطمس المعالم التاريخية الإسلامية للمدينة المقدّسة ومقدساتها وهويتها العربية والإسلامية.
 
وهذا المشهد توقف عنده المشاركون في المؤتمر وايدوا ضرورة العمل على وقف هذه السياسة العنصرية الصهيونية وعدم ربطها باتباع الديانة اليهودية.