دوحة الحوار وواحة الإخاء… افتتاح أعمال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان بمشاركة 300 شخص من 75 دولة

 

 
زلفا عسّاف- الدوحة
 
بدعوة وتنظيم من مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان برئاسة الدكتور ابراهيم بن صالح النعيمي وبالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لإقامة أول مؤتمر لحوار الأديان في دولة قطر، أفتتحت  اليوم في الدوحة أعمال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الاديان تحت شعار "تجارب 
ناجحة فى حوار الاديان " في فندق الريتزكارلتون، بحضور 300 مشارك لاتباع الديانات الثلاث "الاسلامية، المسيحية واليهودية يمثلون 75 دولة حول العالم. وقد بدأ المؤتمر أعماله اليوم على ان يستمر لغاية يوم الخميس 25 من نيسان الجاري.
تميز المؤتمر بحضور باحثين وممثلين عن المؤسسات التي تعنى في مجال حوار الأديان لتقديم تجاربهم الناجحة.
 ويركز المؤتمر الذى افتتحه السيد حسن بن عبدالله الغانم وزير العدل القطري، خلال ايام انعقاده الثلاثة، على أربعة محاور هي المحور الاكاديمي ومحور العدالة ومحور السلام وحل النزاعات ثم محور الثقافة ووسائل الاعلام.
 
ورحب السيد حسن بن عبد لله الغانم ، باسم دولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً بالحضور، مثمناً جهودهم "وهم ينهضون بمسؤولية إنسانية ورسالة إيمانية كبيرة في إطار العمل الجاد والمخلص في مجال الحوار الديني والتعاون بين أبناء الديانات لبناء أفضل العلاقات في إطار الإخاء الإنساني والأسرة الإنسانية الواحدة".
و تطرق إلى ما تضمنه القرآن الكريم من تأكيد على أن رسالة الأنبياء واحدة وهديهم واحد وغايتهم واحدة وهي نشر العدل والإخاء والعدالة في الأرض. وأوضح بأن القرآن الكريم دعا أتباع الأنبياء إلى التعاون فيما بينهم في العمل الإيجابي البناء تحت ظلال التوحيد والإيمان ، مستشهداً بالآيات القرآنية التي أكدت هذه المعاني مشيرا الى انه "لم يعد  هناك مكان في العالم للمجتمعات المغلقة ويتفق العلماء والحكماء في العالم على دعوات الحوار ورفض ثقافة الإلغاء والإقصاء" .وتطرق الوزير الغانم الى رؤية قطر الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير الدولة والتي تضمنت "رعاية ودعم حوار الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة " كإحدى مقومات هذه الرؤية التي تضعها الدولة نصب عينيها في تنفيذ سياساتها الداخلية والخارجية على حد سواء. وأشار الغانم الى تميز النسخة العاشرة للمؤتمر بتقديم ولأول مرة "جائزة الدوحة العالمية في حوار الأديان" التي تمنح لأفضل شخصية أو مشروع أو انجاز في مجال حوار الأديان. ولفت إلى أن إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالدوحة في مايو 2007 يأتي انطلاقاً من الدور الرائد لدولة قطر في العمل على احترام الأديان والتعايش السلمي
بينها وكثمرة من ثمار توصيات مؤتمر الدوحة الخامس للحوار بين الأديان. ونوه ختاماً الى أن وزارة العدل وحرصاً منها على التصدي لظاهرة التعدي على جميع الاديان بصفة عامة، والدين الاسلامي الحنيف ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة ومنع ازدرائها، عقدت ندوة حول موضوع الحماية القانونية لمنع التعدي على الاديان، صدر عنها مجموعة من التوصيات الهامة في هذا الشأن، كان من أهمها ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لوضع تشريع يقوم على احترام مبادئ حرية الاديان والمواطنة وعدم التعدي عليها.
 
النعيمي: الحوار ضروري لمواجهة التحديات
 من جهته أكد الدكتور ابراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس ادارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان أن العالم يواجه  اليوم تحديات كبيرة ومؤثرة في القرن الجديد  وبات العالم  بحاجة لدور مشترك بين أبناء الأديان للحفاظ على الفضائل والقيم ومواجهة نزعات الكراهية والحروب في الأرض.

وأشار  الدكتور النعيمي الى ان الحوار بين الأديان انطلق في جزيرة العرب منذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا بخطاب الإخاء والحوار وارساء معالم الحوار الإيجابي البناء بين أهل الديانات السماوية "ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وإنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون".وأردف أن  رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعلن منذ فجر الرسالة أن مصدر الأديان السماوية واحد حيث قال في خطبة الوداع الشهيرة " أيها الناس إن ربكم واحد وإن دينكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لأدم وآدم من ترب".

كما أشار الدكتور النعيمي إلى تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ماسبق إليه الأنبياء من حكمة ونبوة ونور وإشادته بمنزلة كل نبي وتشديده على أنه جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل، مستشهداً بالآيات القرآنية الدالة على ذلك. وأكد أن الإعلان عن عالمية الرسالة الإسلامية جاء لتكون ملاذا لكل المؤمنين في الأرض حيث يقوم هذا الدين على احترام حقائق الأديان وغاياتها العظيمة ويدعو إلى إخاء إنساني في الأرض على هدى الأنبياء. كما ونوه انه وعلى ضوء هذه الحقائق التي يتفق عليها المؤمنون كافة أطلقت قطر مشروعها الرائد في حوار الأديان مع مطلع القرن الجديد وذلك في عام 2003 إسهاماً في إحياء هذه الرسالة الكريمة

جائزة الدوحة العالمية لحوار الاديان
وخلال الجلسة الافتتاحية، ونيابة عن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كرم سعادة وزير العدل المرشحين والفائز الاول بجائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان، التي فاز بها الدكتور محمد السماك من لبنان.
واستهل السماك عرض تجربته بحوار الأديان بالتأكيد على أن الحوار هو فن البحث عن الحقيقة لدى الطرف الآخرد. واعتبر أن العولمة تحولت "إما إلى عود ثقاب لإثارة التوترات أو الى جسر تفاهم للعيش المشترك".

ووجه السماك حديثه " للعالم  الإسلامي قائلا :"لا يمكن أن نطلب الشيء وعكسه فلا أستطيع كمسلم أن أطالب الغرب باحترام حقوق الأقليات بينما لا أحترم حقوق الأقليات المسيحية في الدول الإسلامية".
كما وتحدث عن الإسلاموفوبيا  مشيراي الى  أن احترام حقوق المسيحيين في المجتمعات الإسلامية أصبح ضرورة للدفاع عن صورة الإسلام.
من جهة ثانية, عرضت أزرا إبراهيموفيتش من البوسنة تجربة "مبادرة المسلمين من أجل السلام" وهي مبادرة أسست في جنوب أوروبا عام 2005 على خلفية التوترات التي فجرت الحرب في البلقان وما تبعها من عنف وقتل وتشريد لمئات الآلاف من الأشخاص.
واظهرت في مقاربتها عن إطلاق مشاريع تربوية وتكثيف العمل عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت للحشد من أجل ثقافة السلام والتعايش.
وكان للمعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن نصيبه من الجائزة, حيث ناب عنه كامل أبو جابر بعرض تجربته في حوار الأديان فتحدث عن "ورطة" للدول الإسلامية في التعامل مع الغرب.
كما والى جانب كارن هاميلتون من كندا، د. فتح الله جولن من تركيا وناب عنه نوزاد صواش ود. مريم آيت احمد من المغرب حيث عرضوا تجاربهم الذاتية لتكريس ثقافة الحوار.
 

نبذة عن مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان:
 
أنشأ مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في شهر مايو 2007 كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان. وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 ويعتبر الدور الرئيسي للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات. وقد أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى القرار الأميري رقم 20 لسنة 2010 بالموافقة على إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. 
 
الرسالة
يسعى المركز لحوار بناء بين أتباع الأديان من أجل فهم أفضل للمبادئ والتعاليم الدينية لتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء، انطلاقاً من الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلافات، وذلك بالتعاون مع الأفراد والمؤسسات ذات الصلة. 
الرؤية

أن يكون المركز نموذجاً رائداً في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأديان ومرجعية عالمية في مجال حوار الأديان. 
 
الأهداف
يهدف مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إلى:
1. أن يكون منتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر
2. تفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية
3. توسيع مضمون الحوار ليشمل الجوانب الحيايتة المتفاعلة مع الدين
4. توسيع دائرة الحوار لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين القيم الدينية والقضايا الحياتية

5. أن يكون المركز بيت خبرة يوفر معلومات علمية وتعليمية وتدريبية في هذا المجال.
 
 

           بعض اللقطات لليوم الاول للمؤتمر      

 
M_F_9365M_F_9455النعيميP1160347